آخر تحديث: نوفمبر 2021
لنفترض أنك تريد بدء حملة تسويقية لمنتجٍ ما، ما هي الطريقة المثلى لجمع الصور التي سيحتاجها مصممك؟ التقاطها بكمرة الهاتف الخلوي؟ تنزيلها من غوغل؟ أم أنّك مضطر لشراء خدمات مصورٍ محترف لقاء مئات أو آلاف الدولارات؟ الحقيقة هي أن ثمّة طريقة روتينية وخالية من المفاوضات لشراء الصور، وسوف أعرّفك في هذه المقالة على بعض المصادر التي يمكنك عبرها الحصول على صورٍ احترافية عالية الدقة مقابل ثمنٍ زهيد.
ما الذي يجعل الحصول على صورٍ جيدة أمراً صعباً؟
إن أردت استخدام أي صورة في مادّة مطبوعة فغالباً ستحتاج دقةً تفوق الـ9 ميغا بكسل* (3508×2480) لكي تعبّئ صفحةً كاملة أو لوحة إعلانية، وهذه الدقة العالية قلّما توجد مجّاناً على الإنترنت لأن معظم المصورين المحترفين يحمون صورهم من تنزيل أيٍّ كان لها، فما الشرط الذي يغير ذلك؟ عندما يقوم أي مصّورٍ بالتقاط صورة فإنه يعتبر تلقائياً المالك الوحيد لحقوق نشرها (copyright)، وهذا حقٌّ ثمين تحميه القوانين الدولية (من كندا إلى اليابان)، والطريقة الوحيدة لاستخدام هذه الصور شرعياً هي إما بشراء ملكيتها الكاملة من المصوِّر، وهو أمرٌ صعب، أو بشراء رخصة لاستخدامها فقط، وهو في الحقيقة أمرٌ سهلٌ جداً.
*هذه الدقة تملأ ورقة A3 بكثافة 200 DPI (نقطة للإنش المربع) أو ورقة A4 بكثافة 300 DPI، والكثافة الدنيا المقبولة للمطبوعات المقروءة هي 150.
المصدران الرئيسيان: صورة الدولار الواحد وصورة المئة دولار
عندما تصمم موقعك على الإنترنت أو بروشوراً إعلانياً فسوف تحتاج في معظم الأحيان إلى وضع صورة واحدة على الأقل لمنتجك بعينه، ولكن ماذا عن الصور الثانوية؟ على سبيل المثال، هل تحب أن تضع صورة للمراعي الأوروبية الخضراء التي تأتي منها بعض مكونات مطعمك؟ قد تفكر لوهلة بأن هذا النوع من الصور (أي الذي يتطلب السفر، أو استئجار ممثلين أو معدات خاصة) مكلفٌ جداً، وهذا صحيح، إلا أن مصورين آخرين قد قاموا سلفاً بتصوير هذه المناظر والأفكار العامة، وأمّا منتجك فهو الشيء المميز الذي يجب تصويره هو ولا شيء سواه.
إن لم تحزر حتى الآن فصورة المئة دولار هي الصورة التي تملك حقوقها أنت حصرياً، وغالباً تأتي هذه الصورة من جلسة تصويرٍ خاصة مع مصور، وهي الطريقة الوحيدة لتصوير منتجك، وأما “صورة الدولار الواحد” فهي الصورة التي لديك ترخيصٌ غير حصريٍّ لاستخدامها مهما كانت فخمة أو مكلفة، وفي هذه الحالة تدعى صورة جاهزة أو “stock photo”.
الصور الجاهزة (Stock Photos) ومن أين تأتي
تسمى الصور الجاهزة بـ”الصور المُخزّنة” أو “الاحتياطية” (stock photos) لأنها تقبع عندك حتى تحتاج إلى استخدامها، وتقوم بشرائها وبيعها هيئاتٌ خاصة (stock agencies) عبر مواقعها على الإنترنت، وفي الأغلبية العظمى من الحالات لا تباع وتُتشرى هذه الصور بكامل حقوقها، وإنّما يقوم المصور ببيع رخص استخدامٍ غير حصرية (عبر الهيئة) مقابل مبلغٍ يتراوح بين الربع دولار إلى ما فوق العشرة دولارات (حسب كمية الصور ونوع الاشتراك)، وتختلف هذه الرخص من هيئة إلى أخرى إلا أنها غالباً ما تكون غير محدودة الاستخدام وتستمر مدى الحياة.
توجد مواقع متخصصة بتوزيع الصور الجاهزة مجاناً، وهو أمرٌ رائعٌ للمصممين الهواة، ولكن حجم مكتباتها لا يبلغ إلا نسبة ضئيلةً جداً من حجم مجموعة الصور المتوفرة على المواقع الرائدة في المجال، ونظراً لانعدام ميزانية هذه المواقع فإنها لا تستطيع مراقبة الجودة أو ضمان شرعية الصور الموجودة مئة بالمئة، لذا فإن كانت غايتك احترافية أو تجارية فسوف توفر لك مواقع الصور المدفوعة جودة أعلى مع ضماناتٍ قانونية وتنوعاً أكثر بمئات المرات.
متى يجدر استئجار مصوّرٍ ومتى يجدر اللجوء للصور الجاهزة
كلٌّ من التصوير المحلي والصور الجاهزة له محاسنه ومساوئه، لذا فلا بد من استخدام مزيجٍ من الاثنين؛ هل تريد حقاً إسناد مهمة تصوير شرائح الفاكة الطائرة (التي ستحتل لوحة محلك الجديد للعصائر) لمصوّرٍ إما أنك لم تسمع به مسبقاً أو أنه يطلب ربع ميزانيتك الشهرية للصورة الواحدة؟ أم أنّك تفضل شراء واحدة من آلاف الصور المطابقة مقابل بضعة دولارات؟ فيما يلي مقارنة سريعة لمحاسن ومساوئ كلٍّ من المصدرين.
محاسن جلسات التصوير
- صور لمنتجاتك بعينها.
- ملكية حصرية (غالباً)؛ لذا لن ينسخها أحدٌ منك.
- صور بالزوايا والوضعيات التي تختارها أنت.
مساوئ جلسات التصوير
- مكلفة مالياً ووقتياً.
- لو احتجت صوراً جديدة فسوف تضطر لعمل جلسة إضافية.
محاسن الصور الجاهزة
- متوفرة بثمنٍ زهيد.
- توفر عليك أهوالاً من الوقت لأنها تنزل بكبسة زر جاهزةً للاستخدام.
- سوف تعثر على كل ما يخطر ببالك لأن عددها يبلغ مئات الملايين دون حاجتك للسفر أو استئجار معداتٍ أو ممثلين.
- يمكن استخدامها للصور العامة أو لتغطية العناصر الثانوية في الصور (سوف يعطي ذلك لمصممك الإعلاني حريةً كبيرة).
مساوئ الصور الجاهزة
- الملكية غير حصرية (غالباً)، إلا أن كثرة الخيارات وانتشار المشترين في كل أنحاء العالم يجعل احتمالية استخدام منافسيك لنفس الصور شبه معدومة.
- لا يمكن استخدامها لتمثيل سلعتك الرئيسية.
- عليك التقيد بزوايا التصوير والوضعيات التي تجدها.
7 مواقع صور جاهزة لاحتياجاتٍ مختلفة
ما هو أفضل موقع لتوفير الصور الجاهزة؟ لا يمكن تحديد الإجابة على هذا السؤال قبل فهم متطلباتك وميزانيتك وذوقك الشخصي، وفيما يلي مقارنة بين ستٍّ من أفضل مواقع/هيئات توزيع الصور مع توضيح لما يميّز كلّ واحدة.
Depositphotos (أفضل اشتراكٍ شهري)
13 دولاراً لأول 10 صور في الشهر + 1 لكل صورة إضافية – أطلق في 2009 – أكثر من 200 مليون صورة وفيديو
عندما توفر لك شركة خدمةً بمبلغٍ منافس فقد يراودك الشك للحظة أنها طريقة لاستدراج الزبائن، وحينئذٍ قد تتساءل عما إذا كانوا خبراء حقاً في مجالهم، وفي حالة Depositphotos فإن حزمهم التوفيرية ليست كل شيء، فهذا الموقع في الساحة منذ عقدٍ من الزمن تقريباً، ولديه مكتبة تكاد تنافس بحجمها عمالقة المجال مع أدوات تصنيفٍ وبحثٍ متطورة لضمان نفس التجربة الممتازة ولكن مع مرونية مالية أكبر عندما تضع في الحسبان حزمتهم المرنة (Flexible Plan) التي تبدأ من عشرة دولاراتٍ وعشر صورٍ للشهر ثم تنزداد دولاراً واحداً مقابل الصورة الواحدة، وهكذا لن تضطر لحساب عدد الصور الذي ستحتاجه مسبقاً، والأهم من ذلك وهو أن سعر الدولا الواحد للصورة منافسٌ جداً ولن تعطيك إياه معظم الهيئات الكبيرة إلا عند شراء حزمٍ بما يفوق الـ100 دولار!
Stock Photo Secrets (أفضل اشتراكٍ سنوي)
100 دولار سنويّاً لأول 200 صورة – أطلق في 2011 – أكثر من 5 ملايين صورة
سبب وجود هذا الموقع على القائمة، بالرغم من صغره بالنسبة للمواقع المذكورة سابقاً، هو حزمة الـ99Club، وهي حلٌّ اقتصاديٌّ جداً لمستخدمي الصور الجاهزة النّصف جادّين، فمشكلة المواقع المذكورة أعلاه تكمن في كلفة الصور، حيث لا ينزل السعر عن عتبة الدولارين والنصف للصورة الواحدة إلا عند الاشتراك شهرياً أو سنوياً، وهذه الاشتراكات مُلزمة بدفعةٍ تتراوح من مئة إلى بضع مئات الدولارات شهرياً سواءً استهلكت عدد التنزيلات المسموحة لك أم لا، وميزة حزمة الـ99Club هي أنها مسعّرة بـ100 دولار (أي السعر الأدنى للحزم المذكورة مسبقاً) ولكنها تمتد لمدة سنة كاملة! وخلال هذه السنة يمكنك تنزيل حتى 200 صورة، مما يعطيها أحد أخفض الأسعار للصورة الواحدة (50 سنتاً)، وهو سعرٌ لا يمكن الحصول عليه إلا عند الاشتراك بالحزم الأفخم والأغلى على بقية المواقع.
Shutterstock (أكبر تشكيلة)
أكثر من 350 مليون صورة وفيديو ومقطعٍ صوتي – أطلق في 2003
هيئة وموقع Shutterstock هو من عمالقة تجارة الصّور الجاهزة، ويفتخر أصحابه بارتفاع نسبة قبول الصور مؤخراً إلى أكثر من 90،000 صورة يومياً، وبـ”قبول” أعني أن الصور الجديدة تمرّ أمام موظّفي الموقع كي يتأكدوا من جودتها واحدةً تلو الأخرى! توزّع هيئة Shutterstock على المصورين منشوراً دورياً عن مواضيع الصور الرائجة من أجل تلبية مطالب السوق بصورٍ متجدّدة دوماً، مثل غيره من عمالقة المجال (ومن بينهم iStock).
Adobe Stock (لمستخدمي أدوبي)
مدمج مع Adobe Creative Cloud وله تجربة مجانية لشهر – أطلق في 2015 – أكثر من 200 مليون صورة أو فيديو أو صوت
Adobe Stock هو موقع الصور الجاهزة الذي تملكه شركة أدوبي، نفس الشركة المسؤولة عن برامج فوتوشوب وغيرها من حزم أدوبي الإبداعية (Creative Suite وCreative Cloud)، ولعل أكثر ميزة تفصله عن البقية هي القدرة على استيراد الصور مباشرةً من الخدمة واختبارها داخل برامج أدوبي قبل شرائها، وفي حال أعجبك التصميم النهائي، يمكنك إتمام الشراء بكبسة زر، ويتضمن الموقع تجربةً مجانية طولها شهر.
123RF (أدوات لتعديل الصّور على الموقع)
يتضمّن الموقع خياراتٍ عدّة لتعديل الصّور من بينها إزالة الخلفية بالذكاء الاصطناعي – أطلق في 2005 – أكثر من 65 مليون صورة
تقع هيئة 123RF في الوسط بين المواقع الكبرى التي توفر خدماتٍ فاخرة مقابل ثمنٍ أعلى وبين المواقع التي توفر حزماً مرنة واقتصادية، حيث يتمتع الموقع بمكتبةٍ عملاقة وأسعارٍ أخفض من Shutterstock وiStock بشكلٍ عام، وفوق ذلك تغطي ضمانتهم القانونية مبلغاً يصل إلى 25،000 دولار، وهي ضمانة شائعة بين الهيئات الكبرى إلا أنها عادةً تغطي مبلغاً أقل، وهو على الأرجح شيءٌ غير مهم لو كان عملك محدوداً بالشرق الأوسط لأن احتمالية مقاضاتك بسبب القرصنة هناك قريبة من احتمالية أن تمطر السماء نقانق، ولكن من الميزات الأخرى التي لفتت نظري أكثر أن الموقع يتضمن بعض إمكانيات تعديل الصور على الموقع ذاته، وهي ميزة لطيفة جداً لو كانت خبرتك التقنية محدودة أو لو كنت تريد صوراً سريعة دون الشّروع في تحسينها على فوتوشوب.
iStock (مكتبة أساسية ومكتبة حصرية)
يضم الاشتراك الموسَّع مكتبةً من الصّور الحصرية لهذا الموقع – أطلق في 2000 – أكثر من 80 مليون صورة
أُطلق iStock عام 2000، وهو اليوم أحد عمالقة المجال، وتملكه شركة Getty Images التي تعتبر أكبر هيئة توزيع صورٍ في العالم. يشبه موقعُ iStock موقعَ Shutterstock كثيراً في أشكال وأسعار حزماته، حيث يسمح لك بتنزيل الصور متفرقةً أو الاشتراك شهرياً لخفض الكلفة. عند هذا الموقع فلسفة مميزة، وهي تقسيم الصور إلى مجموعتين إحداهما العادية، والتي قد تتقاطع مع مكتبات هيئات الصور المنافسة، بينما تضم المجموعة الأخرى صوراً منتقاة بعناية لا تُباع إلّا على iStock حصريّاً، ويمكنك الوصول إليها مقابل الاشتراك بحزمةٍ موسَّعة. كما ذكرت عن Shutterstock في الأعلى فإن iStock أيضاً يوزّع منشوراً دورياً على مصوريه عن مواضيع التصوير المطلوبة مؤخراً.
Getty Images (للميزانيات التجارية الكبيرة)
صور حديثة وتاريخية مع حقوقٍ حصرية – أُسِّست عام 1995 وأطلق الموقع بعد ذلك – أكثر من 80 مليون صورة حديثة وتاريخية وصحفية
هل الاسم مألوف؟ شركة Getty Images هي الشركة المالكة لـiStock وهي من أقدم هيئات توزيع الصور الجاهزة. تم تأسيس الهيئة عام 1995 ومنذ ذلك الحين قد استحوذت على هيئاتٍ أخرى عديدة وحوّلت مكتباتها الصورية إلى صيغة رقمية يمكن شراؤها على الإنترنت. تركز الشركة في موقعها الرئيسي على الصور التاريخية والصحفية وبيع رخص استخدام الصور حصرياً، أي بدلاً من دفع بضع دولارات مقابل الصورة الواحدة تدفع المئات ولكن تضمن ألا يستخدمها غيرك، وقد تتساءل في هذه الحالة، لو كانت الكلفة عالية إلى هذا الحد فليس من الأفضل استئجار مصورٍ نهاراً كاملاً فحسب؟ والجواب هو أن نتائج المصورين متراوحة أولاً، وأن كلّ موضوعٍ أو مجموعة من الصور تحتاج إلى جلسة خاصة، وفي حال أردت صوراً فنيةً جداً (من تلك التي لا تأتي إلا بالمحاولة والفشل المتكررَين) أو لأحداثٍ أو أماكن خاصة يصعب الوصول إليها فسوف تضطر غالباً إلى إنفاق مبلغٍ شبيه، عدا عن عناء التنظيم والوقت، وفي الحديث عن الأماكن والأحداث المميزة، يفتخر موقع Getty Images بتغطية صوره “من كلّ زاوية” للكثير من الأحداث العالمية المهمة.