8 أسئلة عليك إجابتها قبل الاستثمار بجلسة تصويرٍ احترافيّة

لقد علّمتني السنوات الأربع التي أمضيتها في تصوير الطعام والمنتجات أنه من شأن أصغر خطأ في تخطيط والتقاط ألبوم صورك أن يهدر قابليته للاستخدام بالطريقة التي تتخيلها أو ترجوها، فالتصوير عملية حساسة ومليئة بالمتغيرات، وتصوير ألبومٍ لإدراج مطعمك على أحد تطبيقات التوصيل مختلفٌ تماماً عن تصويره -مثلاً- لعمل حملة دعائية، وبما أن جلسات التصوير هي استثمارثٌ معتبر من الناحية المالية واللوجستية فسوف أطلعك في هذا المقال على ثمانية أسئلة يتوجب عليك إجابتها قبل الشروع بترتيب جلسة تصوير.

1) التحضير: هل أخذت المتغيرات اللوجستية بعين الاعتبار؟

سوف أبدأ بهذا البند لأعطيك تصوراً عمليّاً عن الاعتبارات اللوجستية لجلسات التصوير، والتي قد لا يخطر بعضها بالبال. باختصار، عليك مراعاة هذه العوامل:

  • الزمن: يستحيل إكمال أي جلسة تصوير (مهما كانت) خلال أقل من ساعتين عندما يحضر المصور عدّته الاحترافية إلى مكان التصوير، وذلك لأن فردها والاستعداد لالتقاط أول صورة يستغرق في المتوسط نصف ساعةٍ أو أكثر، وبعد ذلك فإن معظم المطابخ (بناءً على أكثر من مئتي تجربة عبر مسيرتي المهنية) تحضّر بين 4 و8 أطباقٍ في الساعة، أي أن قائمة طعامٍ متوسطة الحجم سوف تستغرق عادةً نصف يومٍ من التصوير، وأما القوائم الكبيرة (ما يزيد عن ثلاثين أو أربعين طبقاً) قد تمتد لملء يومٍ أو أكثر.
  • المساحات: يحتاج التصوير حوالي أربعة أمتار مربعة على الأقل لفرد المعدات، وبالإضافة إلى ذلك يستحسن توفير طاولةٍ أو اثنتين لاستخدام المصوّر.
  • طاقم المحل وساعات الازدحام: سوف يحتاج شخصٌ واحدٌ على الأقل للتفرغ الكامل لتحضير الطعام أو المنتجات للتصوير، ولو انشغل جميع أفراد طاقم المحل أثناء ساعات الازدحام فسوف يتعلّق التّصوير مؤقّتاً.
  • المواد: يجب أن يظهر كل منتج أو طبق في أبهى حلّة له على الإطلاق، خالياً من الشوائب والعيوب، ولذلك يجب توفير مخزونٍ إضافيٍّ من كافة العناصر والمكونات -وخاصة الحساس منها أو أي شيءٍ تمسّه الصلصة- لاستبدال العناصر المتضررة أو التي تتلف أثناء التصوير.
  • فترة المعالجة: يحتاج كلّ مصوّرٍ مهلة يومين أو أكثر لمعالجة الصور لأنها في 99% من الأحيان ستكون ملطخة ببعض الشوائب التي تعذّرت إزالتها أثناء التصوير.

2) الزوايا: موحّدة أم متعددة؟

هل تريد أن تكون صور جميع الأطباق من نفس الزاوية أم تريد التنويع، أم الاثنين؟ إن كنت تنوي تنزيل الصور على تطبيق توصيل أو في قائمة طعامٍ مطبوعة فيستحسن الالتزام بنفس الزاوية، ولكن لو أردت تنزيل هذه الصور على برامج التواصل مثل الإنستغرام فيستحسن استخدام زوايا مختلفة من باب التنويع.

اضغط على الصور لتكبيرها.

هذه الصورة لا تُظهر المنتج بالكامل، لذا فقد ترفضها بعد تطبيقات التوصيل كصورة للمنتج، ولكنها ممتازة للإدراج على إنستاغرام لأنها من زاوية غير تقليدية، لذا ستضفي درجة من التنوع.

3) الوضعية: عرضية أم رأسية؟

التقاط الصور بالوضعية العرضية هو العرف السائد، إلا أنه ليس بالضرورة المعيار الصحيح لتغطية جميع الاستخدامات. لو أردت أخذ الصور مثلاً وعرضها على شاشات المحل بدون أي تعديل فسوف تحتاج صوراً عرضية لكي تملأ كل صورة الشاشة بأكملها بدلاً من ترك فراغين أسودين يمينها وشمالها، ولكن لو أردت استخدام هذه الصور في الإعلان على وسائل التواصل فيستحسن استخدام صورٍ طولية لأن معظم الناس هذه الأيام سيرون هذه الإعلانات على جوالاتهم، أي بوضعية طولية.

4) التوزيع الإبداعي: هل تحتاج صور منتجاتٍ عادية أم صوراً مُنسَّقةً إبداعيّاً؟

عندما تعقد العزم على تصوير كافة قائمة مطعمك لإدراجها على تطبيقات التوصيل فإنك غالباً ما ستحتاج لتصوير جميع المنتجات من نفس الزاوية على خلفية بيضاء نظيفة وبدون أي عناصر دخيلة، ولكن بعيداً عن هذا النظام الموحَّد فإن للصور “الإبداعية” (التي توزّع فيها عناصر ومكونات عديدة بعناية) وقعٌ أقوى على الرائي واستخداماتٌ أكثر في عالم التسويق. عندما اشتغلت في السعودية كمصوّر لأحد تطبيقات توصيل الطعام كان من الضروري تصوير صورة رأسية (cover) تمثّل هويّةً لكل مطعمٍ ينضم إلى التطبيق، كما أن هذه الصور مناسبة جداً لإعلانات مواقع التواصل أو لبعض الأماكن البارزة مثل غلاف قائمة الطعام المطبوعة. ولكن توجد نقطة ضعفٍ كبيرة في الصور الإبداعية وهي أنها مستهلكةٌ للوقت بشكلٍ فاحش، حيث أن تركيب توزيعٍ إبداعي وتصويره بشكلٍ مرضٍ يستغرق ساعةً على الأقل، وهي فترة كافية لتصوير العديد من الأطباق بالطريقة العادية.

اضغط على الصور لتكبيرها.

هذه صورة إبداعية قمت فيها بإعادة توزيع العناصر مراراً وتصويرها من عدة زوايا على مدى ساعةٍ أو أكثر، ومن ثمّ اخترت هذه وصورةً واحدةً أخرى فقط لأشملهما في التسليم النهائي.

هذه صورة منتجٍ عادية لم تستغرق الكثير من الوقت، حيث أن الإضاءة وزاوية الكمرة كانتا محضّرتين مسبقاً، ولم أقم إلّا بمسح بقعة زيت من على حافّة الطبق قبل تصويره والانتقال للطبق التالي

5) الخلفية: خلفية معبِّرة أم محايدة؟

ما هي الخلفية التي تريد صور المنتجات عليها؟ عليك الاختيار مسبقاً لأن تغييرها لاحقاً عملية عسيرة وقد تؤول أحياناً إلى الفشل.

  • الخلفية المفرّغة (شفافة 100% وبدون ظلال، كالمثال السابق) هي الأكثر مرونة، وهي المفضلة عند معظم سلاسل الأكل السريع العالمية لأن باستطاعة مصممك الغرافيكي أخذ هذه المنتجات وتركيبها على أيّ تصميمٍ ما كان.
  • الخلفيات الخشبية (بتدرجاتها الفاتحة والداكنة، كالمثال السابق)، والبعض يفضلها لما تضيفه من بهاءٍ وهويّة.
  • خلفية بيضاء محايدة (مع ظلٍّ ناعم) رائجة نوعاً كبديلٍ للخلفية المفرغة.

يحمل معظم المصورين معهم خلفية بيضاء قابلة للطي بالإضافة إلى قصاصات مشمّعٍ خشبي. في الواقع فإنني شخصيّاً أفضّل التصوير على المشمّع في 90% من صوري، فهل حزرت؟ وسبب تفضيلي له هو أنه ليس مليئاً بالخدوش التي من شأنها تشويه الصورة وأن قدرته على عكس الضوء بشكلٍ مزعج أقل بكثير من معظم الطاولات.

6) هل فكرت في العمل مع مصمّمٍ غرافيكي؟

يستطيع المصمم الغرافيكي أن يصنع من الصورة الواحدة تصميماتٍ عديدة لمنصّات واستخداماتٍ مختلفة، فمن شأن صورة السلطة فوق أن تظهر مرةً على تطبيقات التوصيل بدون أي تعديلات ومرةً أخرى في منشورٍ ترويجي على خلفية ملونة ومع بعض النصوص الإعلانية، ولو فكرت في الأمر فمعظم إعلانات المطاعم الكبرى التي نراها على مواقع التواصل ولوحات الطريق تتضمن تصميماً غرافيكيّاً من نوعٍ ما. بعض الهيئات التسويقية تقدم هذه الخدمة مقابل رسومٍ إضافيّة، ولكن لو كان لديك مصمّمٌ غرافيكيٌّ معتمد فقد يساعدك كثيراً في الاتفاق على طريقة تصوير مناسبة لهويتك البصرية.

7) هل تحتاج أطباقك مختصّاً في تزيين الطعام؟

إن كان مطعمك من الفئة الراقية أو كانت لديك أصنافٌ حساسة مثل السندويشات -التي يجب أن تبرز كل مكوناتها باعتدال وتوازن- فسوف يحتاج الأكل إلى مزيّن طعام (food stylist) لترتيبه، خاصةً من أجل الصور الإبداعية، وهذا اختصاصٌ قائمٌ بحد ذاته. بعد سنين من العمل في مجال التصوير فقد كونتُ خبرةً في التعامل مع الطعام وترتيبه لكي يظهر بحلّة أنيقة في الصور، ولكن هذا يستهلك من وقت التصوير وقد يشكّل عقبةً في طريقنا. بعض الهيئات التسويقية تقدم هذه الخدمة مقابل رسومٍ إضافيّة.

أصناف تحتاج الكثير من العناية: السندويشات كلّما ازداد عدد طبقاتها، الصور الإبداعية أو التي تتضمن عناصر متحركة.

أصناف سهلة: أطباق الأرز أو المعكرونة، معظم أنواع الفطائر والبيتزا، معظم الحلويات.

فيما يلي مقارنة بين الهيئة التي استلمت فيها إحدى السندويشات من المطبخ وبين ما أضحت عليه بعدما أعدت تركيبها من الصفر (حرّك الفاصل لمقارنة الصّورتين).

8) والسؤال الأخير والذي ينساه الكثيرون: هل المصور مستعدٌّ لمعالجة الصور جيّداً وتسليمها بصيغة جاهزة للاستخدام بدون رسومٍ إضافية؟

حكى لي أحد زبائني أنّه اشتغل فيما سبق مع مصوّرٍ مبتدئ، وقد سلّمه جميعَ الصور بصيغة لم تستطع حتى البرامج الافتراضية على أنظمة الويندوز والجوال التعرف عليها وفتحها.

إن لم تدرك بعد، فإن التقاط الصور هو نصف الطريق فقط، وأما النصف الآخر فهو معالجتها وتنقيحها من كافة أنواع العيوب (مثل الحروقات وشروخ الخبز وأي فتات في الخلفية…إلخ)، وإتمام هذه المعالجة قبل تسليم الصور هو أحد المسؤوليات الرئيسية للمصور، وفوق ذلك فإن من الجوهري تسليم الصور بدقتها الكاملة بصيغة رائجة (مثل JPG وPNG) يستطيع العميل استخدامها مباشرة بدون الحاجة لاستخدام برامج مدفوعة أو الاتفاق مع وسيطٍ آخر لإعادة معالجتها. كلّ هذا يعتبر مسؤولية المصوّر ويجب أن يُتَضَمّن في كلّ صفقة ما لم يعقد اتفاقٌ واضحٌ على عكس ذلك.

فيما يلي مقارنة بين شكل قطعة حلوى قبل وبعد معالجتي لعيوبها على الفوتوشوب (حرّك الفاصل لمقارنة الصّورتين).

لو سألتني أنا، فإنني أحب التفاهم مع زبائني لأسلّمهم الصور في الصيغات المطلوبة كخدمة مجانية لما بعد البيع، لكي يتمكنوا من استخدامها مباشرة دون الحاجة لتوظيف وسيط لإعادة تحجيمها أو معالجتها. على سبيل المثال:

  • لو رغب العميل أسلّمه نسخةً من الصور بالدقة الكاملة للطباعة وغيرها، ونسخةً أخرى مضغوطة للاستخدام على الإنترنت (لكي يكون رفعها وتحميلها يسيراً).
  • سبق لي وأن صوّرت صوراً بوضعية عرضية ولكني تركت حول المنتج فراغاتٍ إضافية لكي أتمكن من قص الزوائد وتحويل الوضعية إلى طولية دون فقد أي جزءٍ من المنتج، ومن ثم سلمت العميل النسختين الطولية والعرضية ليستخدمها استخداماتٍ مختلفة.
  • عند تصوير صور مفرّغة (بدون ظل وعلى خلفية شفافة) فإنّني أسلّمها عادة بصيغة PNG، ولكن سبق وأن طلب أحد عملائي الملفات بصيغة فوتوشوب (PSD) لأن مصممته تفضل التعامل معها.

ألديك أسئلة أخرى؟ اتصل بي لاستشارة مجانية

لقد صورتُ آلاف الأطباق والمنتجات حتى الآن ويفرحني تلقي أي استفسارات وتقديم النصائح والمشورة للمهتمين في هذا المجال. اتصلوا بي على هذا الرقم:

+962 7 89 1860 89

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *